لا أعلم إن كانت ستعجبكم لأنها أول قصة لي ةأتمنى أن أقرأ آراءكم حولها
غرفة الضيوف
كانت فكرة تبديل غرفة الضيوف تجول في رأس أبو سعيد كما أنها كنت تلح إلحاحاً شديداً حتى وصلت بها الأمور أن سلبت ساعات النوم القليلة التي كان يسرقها خاصة وأن هذه الفكرة قد ظهرت فجأة ودون سابق إنذار فقد تقدم بالأمس شاب يطلب يد ابنته /سعاد/ للزواج وقد أعجب به صاحبنا لدرجة أنه حفظ كل شيء عنه ..شكله
طوله.. عمله... كل شيء .....
وبدأ يذاكر نفسه ويقول لمالا شاب طويل القامة ... جميل الوجه.... كثيف الشعر.... ويعمل محاسباً لإحدى كبرى الشركات في البلد كما أنه يتقاضى راتب لم أحلم به طيلة حياتي الوظيفية التعيسة .... لماذا لا أزوجه ابنتي ؟؟؟؟
ولكن يجب علي أولاً أن أبدل غرفة الضيوف حتى تليق بمقام الضيوف الجدد ......
وما زال يفكر من أين يأتي بالنقود إلى أن انبلج الصبح وسمع صوت المؤذن(يا حي يا قيوم) قرر أن يخلد قليلاً للنوم ويدع أمور الخلق للخالق.
استيقظ أبو السعود في الصباح وكانت أم السعود قد أعدت فنجان قهوته الصباحية على غير العادة وأطلت عليه بوجهها الضحوك وسألته أن يصحو من نومه ليحتسي القهوة قبل أن يذهب إلى عمله.
استغرب أبو السعود هذا الحال فمنذ أن تزوج أو بالأحرى بعد زواجه بشهر فقط لم تُعد أم سعيد القهوة الصباحية له وأحس أن هناك خطب ما وراء ذلك وهو موضوع زواج البنت فنهض صاحبنا من فراشه وذهب إلى الحمام
وغسل وجهه وحلق ذقنه كالعادة ثم جلس في البلكونة الصغيرة الواقعة في الطابق الخامس والمطلة على كل أحياء المدينة منتظر أن تبدأ زوجته بتقديم تفسير لما يحدث وبالفعل بدأت أم السعود بالكلام عن العريس الجديد
من غرفة الضيوف وطلاء البيت بالدهان وما إلى ذلك ثم نهت كلامها قائلة : أنا أعلم بأنك لن تستطيع تأمين المبلغ
ولذلك قررت أن أعطيك إسوارتي الوحيدة علها تفي بالغرض .
أطرق أبو سعيد قليلاً ممعناً التفكير في كلام زوجته وبلمحة سريعة أخذ يعيد حساباته (إن ما يملكه من تصافي الراتب قد لا يعينه حتى أخر الشهر وقد يضطر إلى الاستدانة وكالعادة من زميله أبو محمود فمن أين له يشتري تلك الغرفة اللعينة أما إذا باع تلك الإسوارة فإنه لن يحتاج أن يذل نفسه إلى ذلك الرعديد)
فالتفت إلى زوجته ووافق على أخذ الإسوارة ووضعها في جيب بنطاله على أن يبعها بعد خروجه من العمل.
خرج أبو السعود من بيته ولأول مرة كان مبتسماً غارق بفرحته فقد تأمن المبلغ دون أن يقترض من أحد كما انه سيعود اليوم إلى البيت ويمارس هوايته بالنوم والذي هرب منه ليلة أمس , وقف أبو السعود منظراً الباص الذي سيقله إلى أقرب نقطة لمكان عمله وعندما اتى باصنا الحبيب كان مكتظاً كالعادة بالركاب فاضطر أن يركب الباص واقفاً طوال الطريق شارداً في لون الغرفة والموديل الذي سوف يختاره تارة وفي العريس تارة أخرى
ولم يشعر إلى الارتطام الذي حصل بينه وبين أحد الشبان الذي كان يحاول أن يخترق الحشود ليصل إلى الباب الخلفي للباص .
وصل أبو سعيد إلى العمل ودخل مكتبه مبتسم وطلب كأسين من الشاي له ولزميله أبو محمود على غير العادة
وبقي مبتسماً حتى نهاية الدوام دون أن يقول للمتسائلين ماذا به وعندما حان موعد الإنصراف خرج قاصداً محال المجوهرات , وفي المحل أدخل أبو السعود يده في جيبه فلم يجد شيئاً فاضطرب واحمر لونه وبدأ يبحث في جيوبه دون فائدة وعاد مسرعاً إلى مكتبه ليرى إن كان قد نسيها في درجه وفتح الدرج اللعين ولم يجد شيئاً فأطرق قليلاًَ وتذكر أن قد تعرض للإرتطام بأحد الشبان هذا الصباح في الباص عندها ضرب على جبهته وأيقن أنها قد سرقت وبدأت الأفكار السوداء تراوده ماذا يفعل ماذا سيقول لزوجته إن هي سألته عن الإسوارة أو المبلغ
أو تلك الغرفة اللعينة وعندما حاصرت أفكاره لم يعد قادراً على الاحتمال وخر مغشياً عليه دون حراك.
أما أم سعيد فأخذت الهاتف وبدأت بمخابرة صديقاتها وأقاربها عن العريس الجديد وأنهم سيغرون غرفة الضيوف لأجله كما بدأت البنت بالاهتمام بنفسها قليلاً وذلك بوضع بعض المكياج كتمرين على الدور أمام العريس.
وعندما تأخر أبو سعيد عن موعد قدومه قلقت أم سعيد وبدأت تساورها الشكوك وبدأ قلبها يدق بسرعة وأحست أن هناك خطب ما فأبرقت إلى زميله أبو محمود وسألت عنه فنفى أن يكون قد رآه بعد الدوام فرجته أم سعيد أن يذهب إلى المكتب خاصة أن هاتف المكتب لا يرد وأن أبو السعود ليس لديه مكان يذهب إليه غيره وبالفعل ذهب أبو محمود إلى المكتب ليجد أبو سعيد ممداً على الأرض دون حراك فحمله إلى المشفى ولكن لم يعد هناك أي فائدة فقد فارق أبو سعيد الحياة وكان على أبو محمود أن يخبر أم سعيد بهذا الخبر فهرعت مسرعة إلى المشفى وبعد البكاء والعويل تم استلام الجثة ودفنها وانتهاء مراسم العزاء ثم جلست أم سعيد تراجع ذاكرتها ماذا حدث في الأيام الثلاثة الأخيرة ورغم أن مصابها كان عظيماً إلا أنها تذكرت أن العريس لم يعد ولم يأتي كما وعد مع أهله كما انه لم يأتي ليقوم بالواجب في العزاء وعندما استفسرت أم سعيد عن الموضوع بشكل غير مباشر علمت أن
عريسنا الغالي تزوج وسافر بنفس اليوم إلى دول الخليج.
فقالت خسرت زوجي .... وخسرت إسوارتي الوحيدة .... وذهب العريس دون رجعة ولم يبقى شيء.
مع تحيات أبو العاص