منتديات زيت و زعتر
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات زيت و زعتر

برامج ميج33 , برامج جوالات , برامج كومبيوتر , برامج طرد ميج , برامج فلود ميج , برامج هكر وسرقة نكات ميج , برامج مشروحة , برامج كيكر , همسات القلب , mig33

 
الرئيسيةقصص حقيقية (100%) <حصري> الجزءالثالث <أرجو الرد> Emptyأحدث الصورالتسجيلدخول
شركة نسيم الكون لإنتاج الألبسة الولادية عالية الجودة http://www.nasimalkon.com
اعلان : كل ما يكتبه الأعضاء يعبر عن العضو نفسه وليس عن الإدارة بشكل عام
اعلان : لوضع اعلان هنا يرجا الأتصال على الرقم :00963947158259
ترقبو كل جديد من شروحات برامج طرد mig33
الان منتديات زيت وزعتر على الروابط التالية www.baraa.jordanforum.net = www.mig33-mig.co.cc = www.nmig.tk
للتصميم والطباعة ( قوالب طباعية ، افلام تطريز ،البومات وكتلوجات طباعة ، برامج تطريز وتفصيل ، دورات في الطباعة و التطريز ) اتصال على الرقم 00963/988420016
تصميم ابنية وفيلات ثلاثية الابعاد وتصميم ديكور داخلي دورات لطلاب كلية هندسة العمارة اتصال على الرقم 00963/988420016

 

 قصص حقيقية (100%) <حصري> الجزءالثالث <أرجو الرد>

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
eng_rami
مشرف ( قسم الجوالات )

مشرف ( قسم الجوالات )
eng_rami


الجنس : ذكر
الابراج : الثور
المساهمات : 1291
نقاط : 3317
العمر : 36
بلدي : فلسطيني
المزاج : كتير تعبان فصل دراسي صعب كتير أكتر مما تتصوروا ادعولي بالخير وسامحوني انا حبيتكن من كل ئلبي وسوريا الله حاميها رح أكتفي بوضع ردود لمشاركتكن

قصص حقيقية (100%) <حصري> الجزءالثالث <أرجو الرد> Empty
مُساهمةموضوع: قصص حقيقية (100%) <حصري> الجزءالثالث <أرجو الرد>   قصص حقيقية (100%) <حصري> الجزءالثالث <أرجو الرد> Icon_minitimeالإثنين ديسمبر 21, 2009 3:33 am

يفزعـون إلـى الأميــر

‏ قيل إن بعض وفود العرب قدموا على أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه، وكان فيهم شاب.‏ ‏ فقام وقال:‏ ‏ يا أمير المؤمنين أصابتنا سنون عجاف، سنة أذابت الشحم، وسنة أكلت اللحم، وسنة دقت العظم. وفي أيديكم فضول أموال، فإن كانت لنا فعلام تمنعونها عنا، وإن كانت لله ففرقوها على عباد الله، وإن كانت لكم فتصدقوا بها علينا إن الله يجزي المتصدقين.‏ ‏ فقال عمر بن عبد العزيز:‏ ‏ ما ترك الأعرابي لنا عذراً في واحدة. ‏



وصية عبد الله بن الحسين

‏ قال عبد الله بن الحسين لابنه محمد:‏ ‏ يا بُني،‏ ‏ احذر الجاهل وإن كان لك ناصحاً كما تحذر العاقل إذا كان لك عدواً، ويوشك الجاهل أن تُورِّطك مَشُورتُه في بعض اغترارك فيسبق إليك مكر العاقل. ‏ ‏ وإياك ومعاداة الرجال، فإنك لا تَعْدمَنَّ منها مكرَ حَليم عاقل، أو معاندة جاهل.



فما جوابك إلا السكـوت

‏ قال أبو الحسن المدائني:‏ ‏ دخل محمد بن واسع على قُتيبة بن مسلم والي خُراسان في مِدْرعَةِ صوف، فقال له:‏ ‏ ما يَدْعُوك إلى لباس هذه؟‏ ‏ فسكت، فقال له قتيبة:‏ ‏ أُكلِّمُك فلا تُجيبني؟‏ ‏ قال: ‏ ‏ أكرهُ أن أقول زُهْداً فأزكِّيَ نفسي، أو أقول فقراً فأشكو ربي، فما جوابك إلا السكوت.




الديـن يســر

‏ عن أنس قال:‏ ‏ كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر، فمنا الصائم ومنا المفطر، قال:‏ ‏ فنزلنا منزلاً في يوم حار.‏ ‏ أكثرنا ظـِلاًّ صاحب الكساء.‏ ‏ ومنا من يتقي الشمس بيديه، قال:‏ ‏ فسقط الصوَّام، وقام المفطرون، فضربوا الأبنية، وسقوا الركب، فقال الرسول صلوات الله عليه:‏ ‏ ذهب المفطرون اليوم بالأجر كله. ‏




توجيه للمعلم

قال عمر بن عتبة لمعلم ولده:‏ ‏ ليكن أول إصلاحك لولدي إصلاحك لنفسك، فإن عيونهم معقودة بعينك، فالحسن عندهم ما صنعت، والقبيح عندهم ما تركت، علـّمهم كتاب الله ولا تملهم فيه فيتركوه ولا تتركهم منه فيهجروه.‏ ‏ روِّهم من الحديث أشرفه، ومن الشعر أعفه، ولا تنقلهم من علم إلى علم حتى يـُحكموه فإن ازدحام الكلام في القلب مشغلة للفهم، وعلمهم سنن الحكماء، وجنبهم محادثة النساء، ولا تتكل على عذر مني لك، فقد اتكلت على كفاية منك، قال الشاعر: وإن مــن أدبتـــه فــي الصبــا كالعودِ يُسقى الماء في غرسه حـتـى تــــراه مورقـاً نـاضــراً بعـد الـذي أبصـرت مـن يبسـه مـا تبلــغ الأعـداء مـن جاهـل مـا يبلــغ الجـاهـل مـن نفسـه




تقرأ شيئًا من القرآن؟

قدّم رجل ابنًا له إلى القاضي فقال:‏ ‏ أصلح الله القاضي، إن هذا ابني يشرب الخمر ولا يصلي. فقال له القاضي: ‏ ‏ ما تقول يا غلام فيما حكاه أبوك عنك؟ ‏ ‏ قال: يقول غير الصحيح. إني أصلي ولا أشرب الخمر. ‏ ‏ فقال أبوه: ‏ ‏ أصلح الله القاضي، أتكون صلاة بلا تلاوة؟ ‏ ‏ فقال القاضي: ‏ ‏ يا غلام، تقرأ شيئًا من القرآن؟ ‏ ‏ قال: نعم، وأجيد القراءة. ‏ ‏ قال: اقرأ! ‏ ‏ فقال: بسم الله الرحمن الرحيم، ‏ ‏ علق القلبُ ربابًا بعدما شابت وشابا ‏ ‏ إنّ دين الله حق لا أرى فيه ارتيابا!‏ ‏ قال أبوه:‏ ‏ والله أيها القاضي ما تعلم هاتين الآيتين إلا البارحة، لأنه سرق مصحفًا من بعض جيراننا!‏ ‏ فقال القاضي: قبّحكما الله! تقرآن كتاب الله ولا تعملان به!




عقـل راجــح

تحدث أحدهم، وكان يتلقى الأدب على "المبرد" فقال:‏ ‏ خرجت ذات مساء بعد أن انتهى الدرس من بيت المبرد فرأيت إنساناً أشعث، في أسمال بالية، ولما أن كدت أتجاوزه، أومأ إليَّ وبادرني بقوله..‏ ‏ "أنت تلميذ المبرد، وإنني أعلم أنه عقب إلقاء درسه اليومي، يختتم حديثه ببيتين من الشعر... فماذا كانا اليوم؟‏ ‏ فقلت بسرعة لأتخلص منه.‏ ‏ لقد ختم حديثه بهذين البيتين: أعــار الغيـثَ نائلــه إذا مـا مــاؤه نَفِــدا وإن أسـد شكـا جُبنـا أعـار فـؤاده الأسـدا وما إن انتهيت، حتى أسرع هذا بقوله:‏ ‏ لو أعار نائله للغيث، لأصبح بلا نائل، أي بخيل، ولو أعار الأسد فؤاده، لأصبح بلا فؤاد، فهل هذا مديح أم هجاء؟؟‏ ‏ فدهشت وقلت: "إذاً ماذا كان يقول؟" وكنت أريد إحراجه، فأجاب بعد تمعن وببطء: علم الغيث الندى حتى إذا ما وعاه علم البأس الأسد فـإذا الغيـث مقـرٌّ بالكرم وإذا الليــث مقـرٌّ بالجلــد وتركني مشدوهاً ومشى.




من نوادر بشار بن برد

كان بشار جالساً في دار المهدي والناس ينتظرون الإذن للدخول عليه، فقال أحد موالي المهدي لمن حضر: ‏ ‏ ما تفسيركم لقول الله عزَّ وجلَّ (وأوحى ربُّك إلى النحل أن اتّخذي من الجبال بيوتاً ومن الشجر)؟ ‏ ‏ قال بشار: النحل التي يعرفها الناس.‏ ‏ قال: هيهات! النحل بنو هاشم. وقوله تعالى: (يَخْرُجُ من بطونها شرابٌ مختلفٌ ألوانُه فيه شفاء للناس) يعني العِلْم.‏ ‏ فقال له بشار: ‏ ‏ جعل الله طعامك وشرابك وشفاءك فيما يخرج من بطون بني هاشم!‏



الوديعة

‏ يُحكى أن ملكاً مات له ولد. فاشتدّ حزنه عليه، وأفحش في إظهار التسخّط بسبب ما أصابه.‏ ‏ فأتاه رجل فقال:‏ ‏ أيها الملك، إن لي صاحباً أودعني جوهرة، فكانت عندي مدّة، أتلذّذ برؤيتها. ثم إنه استرجعها فآلمني ذلك. وأنا أسألك إحضاره وإلزامه بإعادة إيداع الجوهرة عندي.‏ ‏ فقال الملك:‏ ‏ أمجنون أنت؟ كيف أُلزِم أحداً بأن يودع ماله عندك؟!‏ ‏ فقال له:‏ ‏ فالله أودع عندك ولداً لك هذه المدّة ثم استردّه، فلِمَ هذا الحزن والسخط؟ ‏




من كان تاسعا

رأيتُ بعض الأصحاب يأخذ ثلاثين قطعة من قطع الشطرنج، نصفها من السُّود ونصفها من البيض، ويرصّها رصّا مخصوصًا في صورة دائرة، ويدّعي أن مركبًا كان على ظهر البحر، وفيه مسلمون (بيض) وكفّار (سود). فأشرفوا على الغرق، وأرادوا أن يرموا إلى البحر نصف عددهم ليخفّ المركب، فينجو بعضهم ويسلم المركب. فقالوا: ‏ ‏ نقترع، ومن وقعت عليه القرعة ألقيناه في البحر. ‏ ‏ فتأملهم الريّس بعض الوقت وهم جالسون في دائرة، ثم قال: ‏ ‏ ليس هذا حكمًا مرضيّا. و إنما الحكم أنّا نعدّ الجماعة، فكل من كان تاسعًا ألقيناه في البحر. ‏ ‏ فارتضوا بذلك، ولم يزل يعدّهم ويلقي التاسع فالتاسع فإذا هو قد ألقى الكفار أجمعين، وسلم المسلمون!




ادفعوهن إلى الطبـّاخ

كتب أَسد بن جهور، وكان ممن تصرّف في الأعمال الجليلة، إلى بعض العمال، أن احمل لنا مائتي جوانبيرة (وهي كلمة فارسية المراد بها النـّصـَف من النساء التي بين الشابـّة والمسنـّة). فقال العامل: ‏ ‏ ما يصنع بهؤلاء العجائز!! ‏ ‏ ثم حصـَّل منهن ما أمكن، وأنفذهنّ طـَوْعـًا أو كرهـًا. ‏ ‏ فلما وصلن إلى بابه، وقرأ كتاب العامل بإنفاذهن، قال: ‏ ادفعوهنّ إلى الطبـّاخ، وتقدَّموا إليه بأن يذبح لنا في كل يوم ما نحتاج إليه! ‏ ‏ فقيل له: إنهن نساء! ‏ ‏ فقال: ‏ ‏ إنـّا للّه! إنما أردت الجوامركات (وهو نوع من الدّجاج طيب اللحم) فغلطت




المفاخر بقوته

رأى فيلسوفٌ رجلاً يفخر بتفوّقه في المصارعة، فقال له:‏ ‏ هل غلبتَ من هو أضعف منك أو من هو أقوى منك؟‏ ‏ فقال: بل غلبتُ من هو أضعف مني.‏ ‏ قال: فما هذا موضع مدحٍ، وذلك أن كل واحد من الناس يغلب من هو أضعف منه.‏ ‏ فقال له الرجل: بل غلبتُ من هو أقوى مني.‏ ‏ قال: هذا مُحالٌ وباطل.‏ ‏ فقال: بل غلبتُ من هو مُساوٍ لي.‏ ‏ قال: مـَن غلبتـَه لا يكون مساويـاً لك.




شرط نظم الشعر

استأذن أبو نواس خلفًا الأحمر في نظم الشعر، فقال له:‏ ‏ لا آذن لك في عمل الشعر إلا أن تحفظ ألف مقطوع للعرب ما بين أرجوزة وقصيدة ومقطوعة.‏ ‏ فغاب عنه مدة وحضر إليه، فقال له:‏ ‏ قد حفظتُها.‏ ‏ فقال له خلف الأحمر: أَنشِدْها.‏ ‏ فأنشده أكثرها في عدة أيام. ثم سأله أن يأذن له في نظم الشعر، فقال له:‏ ‏ لا آذن لك إلا أن تنسى هذه الألف أرجوزة كأنك لم تحفظها.‏ ‏ فقال له:‏ ‏ هذا أمرٌ يصعب عليَّ، فإني قد أتقنت حفظها.‏ ‏ فقال له:‏ ‏ لا آذن لك إلا أن تنساها.‏ ‏ فذهب أبو نواس إلى بعض الأديرة، وخلا بنفسه، وأقام مدّة حتى نسيها. ثم حضر فقال:‏ ‏ قد نسيتها حتى كأن لم أكن حفظتها قط.‏ ‏ فقال له خلف:‏ ‏ الآن انظم الشِّعر! ‏




أتعرفني

‏ خرج الحجاج يوماً إلى ظاهر الكوفة منفردا، فرأى رجلاً أعرابياً فقال له:‏ ‏ ما تقول في أميركم؟ ‏ ‏ قال: الحجاج؟‏ ‏ قال: نعم.‏ ‏ قال الأعرابي: عليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين!‏ ‏ فقال الحجاج: أتعرفني؟ ‏ ‏ قال: لا.‏ ‏ قال: أنا الحجاج.‏ ‏ فقال الأعرابي: وأنت، أتعرفني؟ ‏ ‏ قال: لا.‏ ‏ قال: أنا مولى بني عامر، أُجَنُّ في كل شهر ثلاثة أيام، وهذا اليوم هو أَشَدُّها!‏ ‏ فضحك الحجاج من قوله وتركه



قصة أبي نواس مع شاعر الأندلس

‏ كان عباس بن ناصح، الشاعر الأندلسي، لا يَقْدم من المشرق قادمٌ إلا سأله عمَّن نَجَمَ هناك في الشعر، حتى أتاه رجل من التجار فأعلمه بظهور أبي نواس، وأنشده من شعره قصيدتين؛ إحداهما قوله: ‏ ‏ جَرَيْتُ مع الصِّبا طَلـْقَ الجُمُوحِ ‏ ‏ والثانية: ‏ ‏ أما ترى الشمس حَلـَّت الحَمَلا ‏ ‏ فقال عباس: ‏ ‏ هذا أشعرُ الجن والإنس. واللّه لا حبسني عنه حابس. ‏ ‏ فتجهَّز إلى المشرق. فلما حلَّ بغداد نزل منزِلة المسافرين، ثم سأل عن منزل أبي نواس، فأُرشـِد إليه، فإذا بقصر على بابه الخـُدَّام. فدخل مع الداخلين، ووجد أبا نواس جالسًا في مقعد نبيل، وحولَه أكثرُ متأدّبي بغداد، يجري بينهم التمثل والكلام في المعاني. فسلّم عباس وجلس حيث انتهى به المجلس، وهو في هيئة السفر. ‏ ‏ فلما كاد المجلس ينقضي، قال له أبو نواس: مَن الرجل؟ ‏ ‏ قال: باغي أدب. ‏ ‏ قال: أهلاً وسهلاً. من أين تكون؟ ‏ ‏ قال: من المغرب الأقصى. وانتسب له إلى قرطبة. ‏ ‏ فقال له: أَتَرْوي من شعر أبي المخشيّ شيئًا؟ ‏ ‏ قال: نعم. ‏ ‏ قال: فانشِدني. ‏ ‏ فأنشده شعره في العمى. فقال أبو نواس: ‏ ‏ هذا الذي طَلَبَتْه الشعراء فَأَضَلَّتْه. أنشـِدني لأبي الأجرب. ‏ ‏ فأنشده. ثم قال: أنشدني لبكْر الكنانيّ. ‏ ‏ فأنشده. ثم قال أبو نواس: ‏ ‏ شاعر البلد اليوم عباسُ بن ناصح؟ ‏ ‏ قال عباس: نعم. ‏ ‏ قال: فأنشِدني له. فأنشده: ‏ ‏ فَأَدْتُ القَريض ومَنْ ذا فَأَدْ ‏ ‏ فقال أبو نواس: أنت عباس؟ ‏ ‏ ‍‍‍‍‍قال: نعم! ‏ ‏ فنهض أبو نواس إليه فاعتنقه إلى نفسه، وانحرف له عن مجلسه. فقال له مَن حضَر المجلس: ‏ ‏ من أين عرفَته أصلحك اللّه؟ ‏ ‏ قال أبو نواس: ‏ ‏ إني تأمّلته عند إنشاده لغيره، فرأيته لا يُبالي ما حدث في الشعر من استحسان أو استقباح. فلما أنشدني لنفسه استَبَنْتُ عليه وَجْمَةً، فقلت: ‏ ‏ إنه صاحبُ الشِّعر! ‏ ‎‎
من كتاب "طبقات النحويين واللغويين" للزُّبيدي الأندلسي. ‏



‏"إنّ إلهَكـمْ لَوَاحِـدٌ"

قال بنان الطّفيلي:‏ ‏ دخلتُ يوماً على بعض بني هاشم فإذا أمامه لَوْزِينجَ من النَّشا وبياض البيض، حشوة اللوز المقشّر مع السكر والعسل الأبيض، ومندّى بالماورد، إذا أُدخِلَ الفم سُمِعَ له نَشِيش كَنَشيش الحديد إذا أخرجته من النار وغمستَه في الماء. فلم يزل يأكل ولا يطعمني. فقلت:‏ ‏ يا سيدي: "إنّ إلهَكُمْ لوَاحِدٌ".‏ ‏ فأعطاني واحدة.‏ ‏ فقلت: "إذْ أرسلنا إليهم اثنين".‏ ‏ فأعطاني ثانية.‏ ‏ فقلت: "فَعَزَّزْنَا بثالث".‏ ‏ فأعطاني ثالثة.‏ ‏ فقلت: "فَخُذْ أربعةً من الطَّير فَصُرْهُنَّ إليك".‏ ‏ فأعطاني رابعة.‏ ‏ فقلت: "خمسةٌ سادسُهم كلبُهم".‏ ‏ فأعطاني خامسة.‏ ‏ فقلت: "خَلَق السموات والأرض في ستة أيام".‏ ‏ فأعطاني سادسة.‏ ‏ فقلت: "سبع سمواتٍ طِباقاً".‏ ‏ فأعطاني سابعة.‏ ‏ فقلت: "ثمانيةَ أزواجٍ من الضَّأن اثنين ومن المعز اثنين".‏ ‏ فأعطاني ثامنة.‏ ‏ فقلت: "تسعةُ رَهْط يُفسِدون في الأرض".‏ ‏ فأعطاني تاسعة.‏ ‏ فقلت: "تلك عَشَرةٌ كاملة".‏ ‏ فأعطاني عاشرة.‏ ‏ فقلت: "يا أبَت إني رأيت أحَدَ عشر كوكباً".‏ ‏ فأعطاني الحادي عشر.‏ ‏ فقلت: "إن عِدَّةَ الشهور عند الله اثنا عَشَر شهراً في كتاب الله".‏ ‏ فأعطاني الثاني عشر.‏ ‏ فقلت: "إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبون مائتين".‏ ‏ فقذف بالطبق إليّ وقال: كُل يا ابنَ البغيضة!‏ ‏ فقلت: والله لئن لم تُعْطيِنِه لقُلتُ: "وأرسلناه إلى مائة ألف أو يزيدون"!



إبـاء وقناعــة

روى الإمام أبو الحسن يحيى بن نجاح قال:‏ ‏ إن عثمان بن عفان رضي الله عنه، أرسل إلى أبي ذَرّ الغفاري رضي الله عنه بصـُرة، فيها نفقة، على يد عبد له.‏ ‏ وقال للعبد:‏ ‏ إن قبلها فأنت حر، فأتاه بها فلم يقبلها.‏ ‏ فقال له العبد:‏ ‏ اقبلها يرحمك الله، فإن فيها عتقي.‏ ‏ فقال أبو ذر:‏ ‏ إن كان فيها عتقك، ففيها رقي، وأبى أن يقبلها. ‏




إبراهيم الموصلي وزائره الغريب

‏ قال المغنـِّي إبراهيم الموصلي: ‏ ‏ استأذنتُ هارون الرشيد في أن يَهَبَ لي في كل أسبوع يومًا أخلو فيه مع جواري، فأذِن لي في يوم الأحد. وقال: ‏ ‏ هو يومٌ أسْتَثـْقـِلُه. ‏ ‏ فلما كان في بعض الآحاد أتيتُ الدارَ فدخلت، وأمرتُ الحجـّابَ ألاّ يأذنوا لأحد عليّ، وأغلقت الأبواب. ‏ ‏ فما هو إلا أن جلست حتى دخل عليَّ شيخ حسنُ السَّمْتِ والهيئة، على رأسه قلنسوة صغيرة، وفي رجله خُفـّان أحمران، وفي يده عصا مُقَمَّعَة بفضـَّة. ‏ ‏ فلما رأيتـُه امتلأتُ غيظـًا، وقلت: ألم آمر الحجـّاب ألا يأذنوا لأحد؟ ثم فكرت وقلت: ‏ ‏ لعلهم علموا من الشيخ ظَرْفًا وهيئة، فأحبوا أن يُؤْنسوني به في هذا اليوم. ‏ ‏ وسلـّم الشيخ، فلما أمرته بالجلوس جلس، وقال: ‏ ‏ يا إبراهيم، ألا تغنّيني صوتـًا؟ ‏ ‏ فامتلأت عليه غيظـًا، ولم أجد إلى ردّه سبيلاً لأنه في منزلي، وحملته منه على سوء أدب العامة. فأخذتُ العود وضربتُ وغنيت ووضعت العود. ‏ ‏ فقال لي: ‏ ‏ لِمَ قطعت هزارك؟ ‏ ‏ فزادني غيظـًا، وقلت: لا يُسـَيِّدُني ولا يُكَنِّيني ولا يقول أحسنت! فأخذت العود فغنّيت الثانية، فقال لي: ‏ ‏ أحسنت! فكِدْت واللّه أشقّ ثيابي! وغنّيت تمامَ الهزار. فقال: أحسنت يا سيدي! ثم قال: ناولني العود. ‏ ‏ فواللّه لقد أخذه فوضعه في حِجره ثم جَسَّه من غير أن يكون ضَرَب بأَنْمـُلَة، فواللّه لقد خِلْتُ زوال نعمتي في جَسِّه. ‏ ‏ ثم ضرب وغنّى: ‏ وقــد زعمـوا أن المـحبّ إذا دنـا يُمـَلُّ، وأن النـَّأْيَ يُسلي من الوَجـْدِ بكــلٍّ تداوينا فلـم يـُشـْفَ ما بنا ‏ ‏ على أن قربَ الدار خيرٌ من البُعـْدِ ‏ فواللّه لقد خِلـْت كل شيء في الحضرة يتغنّى معه حتى الأبواب والستور والنمارق والوسائد وقميصي الذي على بدني. ثم قال: ‏ ‏ يا أبا إسحاق! هذا الغناء الماخوريّ، تعلـّمه وعلـِّمه جواريك. ‏ ‏ ثم وضع العود من حِجره وقام إلى الدار، فلم أره. فدفعت أبواب الحرم فإذا هي مغلقة، فسألت الحجّاب عن الرجل، فقالوا لي: ‏ ‏ لم يدخل عليك أحدٌ حتى يخرج. ‏ ‏ فأمرت بدابّتي فأُسْرِجت، وركبت من فوري إلى دار الخليفة، واستأذنت. فلما رآني قال ألم تنصرف آنفـًا على نيّة المقام في منزلك والخلوة بأهلك؟ ‏ ‏ قلت: ‏ ‏ يا سيدي، جئتُ بغريبة. ‏ ‏ وقصصت عليه القصة. فضحك الرشيد حتى رفع الوسائد برجليه. وقال لي: ‏ ‏ كان نديمُك اليوم إبليس يا أبا إسحاق. ودِدتُ أنه لو مَتَّعَنَا بنفسه كما متـَّعك! ‏
من كتاب "جمع الجواهر في المُلـَح والنوادر" للحـُصـْري. ‏



أبو حنيفة وتلميذه أبو يوسف

‏ مرض أبو يوسف مرضًا شديدًا، فعاده أستاذه أبو حنيفة مرارًا. فلما صار إليه آخر مرة، رآه ثقيلاً، فاسترجع، ثم قال: لقد كنتُ أُؤَمّله بعدي للمسلمين، ولئن أُصيبَ الناسُ به ليموتَنّ علمٌ كثير. ‏ ‏ ثم رُزق أبو يوسف العافية، وخرج من العِلَّة. فلما أُخبِر بقول أبي حنيفة فيه، ارتفعت نفسُه، وانصرفت وجوه الناس إليه، فعقد لنفسه مجلسـًا في الفقه، وقصـَّر عن لُزوم مجلس أبي حنيفة. ‏ ‏ وسأل أبو حنيفة عنه فأُخبر أنه عقد لنفسه مجلسًا بعد أن بلغه كلام أستاذه فيه. فدعا أبو حنيفة رجلاً وقال له: ‏ صـِرْ إلى مجلس أبي يوسف، فقل له: ما تقول في رجل دفع إلى قَصَّار ثوبًا ليصبغه بدرهم، فصار إليه بعد أيام في طلب الثوب، فقال له القصار: ما لك عندي شيء، وأنكره. ثم إن صاحب الثوب رجع إليه، فدفع إليه الثوب مصبوغًا، أَلَه أجرُه؟ فإن قال أبو يوسف: له أجره، فقل له: أخطأت. وإن قال: لا أجرَ له فقل له: أخطأت! ‏ ‏ فصار الرجل إلى أبي يوسف وسأله، فقال أبو يوسف: ‏ ‏ له الأجرة. ‏ ‏ قال الرجل: أخطأت. ‏ ‏ ففكر ساعة، ثم قال: ‏ ‏ لا أجرة له. ‏ ‏ فقال له: أخطأت! ‏ ‏ فقام أبو يوسف من ساعته، فأتى أبا حنيفة. فقال له: ‏ ‏ ما جاء بك إلا مسألةُ القصَّار. ‏ ‏ قال: أجل. ‏ ‏ فقال أبو حنيفة: ‏ ‏ سبحان اللّه! من قعد يُفتي الناس، وعقد مجلسًا يتكلم في دين اللّه، لا يُحسن أن يجيب في مسألة من الإجارات؟! ‏ ‏ فقال: ‏ ‏ يا أبا حنيفة، علِّمني. ‏ ‏ فقال: ‏ ‏ إنْ صبغه القصار بعدما غَصَبه فلا أجرة له، لأنه صبغ لنفسه، وإن كان صبغه قبل أن يغصبه، فله الأجرة، لأنه صبغه لصاحبه. ‏ ‏ ثم قال: مَن ظن أن يستغني عن التعلُّم فَلْيَبكِ على نفسه. ‏
من كتاب "تاريخ بغداد" للخطيب البغدادي. ‏




أتدري بماذا غفرتُ لك؟

‏ يروى أن بعض أصحاب الشبلي رآه في النوم بعد موته، فقال له: ‏ ‏ ماذا فعل الله بك؟ ‏ ‏ قال الشبلي: ‏ ‏ أوقفني الله بين يديه وقال: يا أبا بكر، أتدري بماذا غفرت لك؟ ‏ ‏ قلت: بصالح عملي؟ ‏ ‏ قال: لا. ‏ ‏ قلت: بإخلاصي في عبوديتي؟ ‏ ‏ قال: لا. ‏ ‏ قلت: بحجي وصومي وصلاتي؟ ‏ ‏ قال: لا. لم أغفر لك بذلك. ‏ ‏ قلت: بهجرتي إلى الصالحين و إدامة أسفاري في طلب العلوم؟ ‏ ‏ قال: لا. ‏ ‏ قلت: فهذه يا رب هي المنجيات التي كنت أعقد عليها خنصري وظني أنك تعفو عني وترحمني. ‏ ‏ قال: كل هذه لم أغفر لك بها. ‏ ‏ قلت: فَبِمَ يا رب؟ ‏ ‏ قال: أتذكر حين كنت تمشي في دروب بغداد، فوجدت هرة صغيرة قد أضعفها البرد، وهي تنزوي من جدار إلى جدار من شدة البرد والثلج، فأخذتها رحمة لها، وأدخلتها في فروٍ كان عليك وقاية لها؟ ‏ ‏ قلت: نعم! ‏ ‏ قال: برحمتك لتلك الهرة رحمتك. ‏
من كتاب "تاريخ دمشق" لابن عساكر.‏




أتـدري مـا الدّرهـم؟

‏ قال سلم بن أبي المعافى: ‏ ‏ كان أبي شديد البخل. وكان إلى جنب داره مزرعة فيها قـِثـّاء. وقد حدث وأنا صبيّ أن جاءني صـِبيان أقران لي، فطلبت من أبي أن يهب لي درهمـًا أشتري لهم به قثاء. فقال لي: ‎ ‏ ‏‏ أتعرف حال الدرهم؟ كان في حجر في جبل، فضـُرب بالمعاول حتى استـُخرج، ثم طـُحن، ثم أُدْخـِل القـِدْرَ وصـُبَّ عليه الماء، وجـُمع بالزئبق، ثم صـُفـّي من رَقّ، ثم أدخلَ النار فسـُبك، ثم أخرج فضـُرب، وكـُتب في أحد شـِقـَّيه: لا إله إلا الله، وفي الآخر: محمد رسول الله. ثم حـُمل إلى أمير المؤمنين، فأمر بإدخاله بيت ماله ووكـّل به من يحرسه... ‎ وأنت والله أقبح من قـِرد، هوّنت الدرهم وهو طابع الله في أرضه. هو ويحك عـُشر العشرة، والعشرة عـُشر المائة، والمائة عشر الألف، والألف عشر دِية المسلم.. ألا ترى كيف انتهى الدرهم الذي هوّنتـَه؟ وهـَل بيوت الأموال إلا درهم على درهم؟ ‏
من كتاب "نهاية الأرب" للنويري




أَتَعْرِفـُني؟

‏ خرج الحجاج يوماً إلى ظاهر الكوفة منفردا، فرأى رجلاً أعرابياً فقال له:‏ ‏ ما تقول في أميركم؟ ‏ ‏ قال: الحجاج؟‏ ‏ قال: نعم.‏ ‏ قال الأعرابي: عليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين!‏ ‏ فقال الحجاج: أتعرفني؟ ‏ ‏ قال: لا.‏ ‏ قال: أنا الحجاج.‏ ‏ فقال الأعرابي: وأنت، أتعرفني؟ ‏ ‏ قال: لا.‏ ‏ قال: أنا مولى بني عامر، أُجَنُّ في كل شهر ثلاثة أيام، وهذا اليوم هو أَشَدُّها!‏ ‏ فضحك الحجاج من قوله وتركه. ‏
من كتاب "سرح العيون" لابن نُباتة. ‏




أتهـزأ بـي؟

بينما النبي صلى الله عليه وسلم في الطواف، إذ سمع أعرابياً يقول:‏ ‏ يا كريم، فقال النبي خلفه: يا كريم، فمضى الأعرابي إلى جهة الميزاب وقال:‏ ‏ يا كريم، فقال النبي خلفه:‏ ‏ يا كريم، فالتفت الأعرابي إلى النبي وقال:‏ ‏ يا صبيح الوجه، يا رشيق القد، أتهزأ بي لكوني أعرابياً؟ والله لولا صباحة وجهك، ورشاقة قدك، لشكوتك إلى حبيبي، محمد صلى الله عليه وسلم، فتبسم النبي وقال:‏ ‏ أما تعرف نبيك يا أخا العرب، فقال الأعرابي:‏ ‏ لا، فقال النبي:‏ ‏ فما إيمانك به، فقال:‏ ‏ آمنت بنبوته ولم أره، وصدَّقت برسالته ولم ألقه، فقال النبي:‏ ‏ يا أعرابي، اعلم أني نبيك في الدنيا وشفيعك في الآخرة، فأقبل الأعرابي يقبـِّل يد النبي، فقال النبي:‏ ‏ مه يا أخا العرب، لا تفعل بي كما تفعل الأعاجم بملوكها، فإن الله سبحانه وتعالى بعثني لا متكبراً ولا متجبراً، بل بعثني بالحق بشيراً ونذيراً، فهبط جبريل على النبي وقال له:‏ ‏ يا محمد، السلام يقرئك السلام، ويخصك بالتحية والإكرام، ويقول لك:‏ ‏ قل للأعرابي، لا يغرَّنه حلمنا ولا كرمنا، فغداً نحاسبه على القليل والكثير، والفتيل والقـِطمير، فقال الأعرابي:‏ ‏ أو يحاسبني ربي يا رسول الله؟ قال:‏ ‏ نعم يحاسبك إن شاء، فقال الأعرابي:‏ ‏ وعزته وجلاله، إن حاسبني لأحاسبنه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:‏ ‏ وعلى ماذا تحاسب ربك يا أخا العرب؟ فقال الأعرابي:‏ ‏ إن حاسبني ربي على ذنبي حاسبته على مغفرته، وإن حاسبني على معصيتي، حاسبته على عفوه، وإن حاسبني على بخلي حاسبته على كرمه، فبكى النبي حتى ابتلت لحيته، فهبط جبريل على النبي وقال:‏ ‏ يا محمد، السلام يقرئك السلام، ويقول لك:‏ ‏ يا محمد قلـّل من بكائك فقد ألهيت حملة العرش عن تسبيحهم، قل لأخيك الأعرابي لا يحاسبنا ولا نحاسبه فإنه رفيقك في الجنة.‏




أُجـرة الحمـار

حكم القاضي بمصر بإفلاس رجلٍ كَثُرت ديونُه، فأركبه حماراً وطوَّف به في البلد ليحترز الناس من معاملته بعد ذلك. ‏ ‏ فلما أُنزِل عن الحمار قال له صاحبُ الحمار:‏ ‏ أين أجرةُ الحمار؟‏ ‏ فقال له: يا أبله، فَفِيم كُنّا طول النهار؟!
من كتاب "الكشكول" لبهاء الدين العاملي.





أَحْسـَنْتِ!

دخل رجل على ابن شبرمة القاضي ليشهد في قضية. فقال له ابن شبرمة:‏ ‏ لا أقبل شهادتك.‏ ‏ قال: ولِمَ؟ ‏ ‏ قال: بلغني أن جاريةً غَنّت في مجلسٍ كنتَ فيه، فقلتَ لها: أحسنتِ!‏ ‏ قال الرجل:‏ ‏ قلتُ لها ذلك حين ابتدأت أو حين سكتتْ؟‏ ‏ قال: حين سكتت.‏ ‏ قال: إنما استحسنتُ سكوتَها أيها القاضي.‏ ‏ فَقبِلَ شهادته. ‏
من كتاب "الكشكول" لبهاء الدين العاملي. ‏




أَحْفَظُـهُ لك

قال محمد بن شبيب غلام النظّام:‏ ‏ دخلتُ إلى دار الأمير بالبصرة، وتركت حماري بالفناء. فجاء صبيُّ وأخذ يربت على ظهر الحمار. فقلت له:‏ ‏ دَعْه!‏ ‏ قال: إني أحفظُه لك حتى تعود.‏ ‏ قلت: لا أريد حِفْظَه.‏ ‏ قال: يضيع إذن.‏ ‏ قلت: لا أبالي بضياعه.‏ ‏ قال: إن كنت لا تبالي بضياعه فَهَبْهُ لي.‏ ‏ فما وجدتُ ما أردّ به عليه. ‏
من كتاب "الكشكول" لبهاء الدين العاملي.





أحمد بن طولون والصيّاد

ركب أحمد بن طولون فاجتاز بشاطئ النيل فوجد عنده شيخًا صيادًا عليه ثوب خلق لا يواريه، ومعه صبي في مثل حاله من العُرْي وقد رمى الشبكة في البحر. ‏ ‏ فرثى لهما أحمد بن طولون، وقال لنسيم الخادم: ‏ ‏ يا نسيم، ادفع إلى هذا الصياد عشرين دينارًا. ‏ ‏ ثم رجع ابن طولون عن الجهة التي كان قصدها واجتاز بموضع الصياد فوجده ملقى على الأرض وقد فارق الدنيا والصبي يبكي ويصيح. فظن ابن طولون أن شخصًا قتله وأخذ الدنانير منه. فوقف بنفسه عليه وسأل الصبي عن خبره فقال الصبي: ‏ ‏ هذا الرجل ـ وأشار إلى نسيم الخادم ـ وضع في يد أبي شيئا ومضى، فلم يزل أبي يقلبه من يمينه إلى شماله ومن شماله إلى يمينه حتى سقط ميتًا. ‏ ‏ فقال ابن طولون لغلمانه: فتشوا الشيخ. ‏ ‏ ففتشوه فوجدوا الدنانير معه. وأراد ابن طولون الصبي على أن يقبض دنانير أبيه إليه فأبى، وقال: ‏ ‏ أخاف أن تقتلني كما قتلت أبي. ‏ ‏ فقال أحمد بن طولون لمن معه: ‏ ‏ الحق معه، فالغِنَى يحتاج إلى تدريج وإلا قَتَل صاحبَه. ‏
من كتاب "سيرة أحمد بن طولون" لابن الدَّاية. ‏




أُخرج بالتي هي أحسن

نزل أبو الأغر، وهو شيخ أعرابي من بني نهشل، ضيفا على بنت أختٍ له تسكن البصرة، وذلك في شهر رمضان. فخرج الناس إلى ضياعهم، وخرج النساء يصلِّين في المسجد، ولم يبقى في الدار غير الإماء وأبي الأغرّ. ودخل كلب من الطريق إلى الدار، ثم إلى حجرة فيها، فانصفق باب الحجرة ولم يتمكن من الخروج. ‏ ‏ وسمع الإماءُ الحركة في الحجرة فَظَنَنَّ لصّا دخلها، فذهبت إحداهن إلى أبي الأغر فأخبرته، فأخذ عصا ووقف على باب الحجرة وقال: ‏ ‏ يا هذا إنك بي لعارف. أنت من لصوص بني مازن، وشربتَ نبيذًا حامضا خبيئا حتى إذا دارت الأقداح في رأسك مَنَّتْكَ نفسُك الأماني، فقلتَ: أَطْرُقُ دُورَ بني عمرو والرجال في ضياعهم والنساء يصلين في المسجد فأسرِقهن. سَوْءةً لك! والله ما يفعل هذا رجلٌ حر! وبِئْسَمَا مَنَّتْك نفسُك! فاخرج بالتي هي أحسن وأنا أعفو عنك وأسامحك وإلا دخلتُ بالعقوبة عليك. وأيم الله لتخرجنّ أو لأهتفن هَتْفَةً فيجيء بنو عمرو بعدد الحصى، وتسأل عليك الرجال من ها هنا، وها هنا ولئن فعلتُ لتكوننَّ أشأم مولود في بني مازن. ‏ ‏ فلما رأى أنه لا يجيبه أخذ باللين فقال: ‏ ‏ أخرج بأبي أنت منصورا مستورا. إني والله ما أراك تعرفني، ولئن عرفتني لوثقت بقولي، واطمأننت إليّ. أنا أبو الأغر النهشلي، وأنا خالُ القوم وقُرّة أعينهم، لا يعصون لي رأيا، وأنا كفيلٌ بأن أحميك منهم وأن أدافع عنك. فاخرج وأنت في ذمتي، وعندي فطيرتان أهداهما إليّ ابن أختي البار، فخذ إحداهما حلالا من الله ورسوله، بل وأعطيك بعض الدراهم تستعين بها على قضاء حوائجك. ‏ ‏ وكان الكلبُ إذا سمع الكلام أطرق، فإذا سكت أبو الأغرّ وثب الكلب وتحرّك يريد الخروج. فلما لم يسمع أبو الأغرّ ردّا قال: ‏ ‏ يا ألأم الناس! أراني في وادٍ وأنت في آخر. والله لتخرجن أو لأدخلن عليك. ‏ ‏ فلما طال وقوفه جاءت جاريةٌ وقالت لأبي الأغرّ: ‏ ‏ أعرابي جبان! والله لأدخلنَّ أنا عليه! ‏ ‏ ودفعت الباب، فوقع أبو الأغر على الأرض من فرط خوفه، وخرج الكلبُ مبادرا فهرب من الدار. ‏ ‏ واجتمعت الجواري حول أبي الأغرّ فقُلْن له: ‏ ‏ قم ويحك! فإنه كلب! ‏ ‏ فقام وهو يقول: ‏ ‏ الحمد لله الذي مسخه كلبا وكفى العربَ شرَّ القتال! ‏
من كتاب "عيون الأخبار" لابن قتيبة. ‏




أخـلاق الخـوارج

قال أبو الحسن علّي بن لطيف:‏ ‏ كنتُ مجتازاً بناحية قُزدار في الهند، وهي بلد الخوارج ودارهم. فانتهيت إلى قرية لهم. ورأيت خيّاطا شيخاً في مسجد فسلّمت إليه رزمة ثيابي وقلت:‏ ‏ تحفظها لي؟‏ ‏ فقال: دَعْها في المحراب.‏ ‏ فتركتها ومضيت. فلما أتيت من الغد عُدْتُ إلى المسجد فوجدته مفتوحاً ولم أرَ الخياط، ووجدّت الرّزمة بِشَدِّها في المحراب. فقلت:‏ ‏ ما أجهلَ هذا الخياط! ترك ثيابي وحدها وخرج!‏ ‏ ولم أشكّ في أنه قد حملها بالليل إلى بيته وردّها من الغد إلى المسجد. فجلست أفتحها وأخرج شيئاً فشيئاً منها. فإذا أنا بالخياط. فقلت له:‏ ‏ كيف خلَّفت ثيابي؟‏ ‏ فقال: أفقدْت منها شيئاً؟‏ ‏ قلت: لا.‏ ‏ قال: فما سؤالك؟‏ ‏ قلت: أحببت أن أعلم.‏ ‏ فقال: تركتُها البارحة في موضعها ومضيتُ إلى بيتي.‏ ‏ فأقبلتُ أخاصمه وهو يضحك. ثم قال:‏ ‏ أنتم تعوّدتم أخلاق الأراذل، ونشأتم في بلاد الكفر التي فيها السرقة والخيانة وهذا لا نعرفه ههنا. لو بقيت ثيابك مكانها إلى أن تبلى ما أخذها غيرُك، ولو مضيتَ إلى المشرق والمغرب ثم عدت لوجدتها مكانها. فإنّا لا نعرف لصاً ولا فساداً ولا شيئاً مما عندكم، ولكن ربما لحقنا في السنين الكثيرة شيء من هذا، فنعلم انه من جهة غريب قد اجتاز بنا فنركب وراءه فندركه ونقتله، إما نتأوّل عليه بكفره وسعيه في الأرض بالفساد فنقتله، أو نقطّعه من المرفق.‏ ‏ وسألتُ عن سيرة أهل البلد بعد ذلك، فإذا الأمر على ما ذكره، وإذا هم لا يغلقون أبوابهم بالليل، وليس لأكثرهم أبواب، وإنما ستارة من القصب تردُّ الوَحْشَ والكلاب. ‏
من كتاب "معجم البلدان" لياقوت. ‏




أخلـص قلبـك لله

قال مالك بن دينار، رضي الله عنه:‏ ‏ خرجت إلى الحج، وفيما أنا سائر في البادية، إذ رأيت غراباً في فمه رغيف، فقلت:‏ ‏ هذا غراب يطير وفي فمه رغيف، إن له لشأناً، فتبعته حتى نزل عند غار، فذهبت إليه، فإذا بي أرى رجلاً مشدوداً لا يستطيع فكاكا، والرغيف بين يديه، فقلت للرجل:‏ ‏ من تكون؟ ومن أي البلاد أنت؟ فقال:‏ ‏ أنا من الحجاج، أخذ اللصوص مالي ومتاعي، وشدوني وألقوني في هذا الموضع كما ترى، فصبرت على الجوع أياما، ثم توجهت إلى ربي بقلبي وقلت:‏ ‏ يا من قال في كتابه العزيز: "أمـّن يجيب المضطر إذا دعاه" فأنا مضطر فارحمني، فأرسل الله إليّ هذا الغراب بطعامي.‏ ‏ قال مالك: فحللته من الوثاق، ثم مضينا فعطشنا، وليس معنا ماء، فنظرنا في البادية فرأينا عليه ظباء، فدنونا منه فنفرت الظباء، وأقامت غير بعيد، فلما وصلنا إلى البئر كان الماء في قعره، فاحتلنا حتى استقينا وشربنا، وعزمت ألا نبرح حتى نسقي الظباء، فحفرت وصاحبي حفرة وملأناها بالماء، وتنحينا فأقبلت الظباء فشربت حتى رويت، فإذا هاتف يهتف بي ويقول: يا مالك، دعانا صاحبك وتوجه إلينا بقلبه ونفسه فأجبناه وأطعمناه، وحللنا وثاقه وسقيناه، وتوكلت علينا الظباء فسقيناها




أدعيــة

كان سيدنا علي رضي الله عنه، يـُفرِّغ نفسه للعبادة في أربع ليال في السنة، أول ليلة من رجب، وليلة النصف من شعبان، وليلة الفطر، وليلة الأضحى. وكان من دعائه فيها:‏ ‏ اللهم صل على محمد وآله، مصابيح الحكمة، وموالي النعمة، ومعادن العصمة، واعصمني من كل سوء، ولا تأخذني على غـِرَّة، ولا على غفلة. ولا تجعل عواقب أمري حسرة وندامة. وارض عني، فإن مغفرتك للظالمين، وأنا من الظالمين، اللهم اغفر لي ما لا يضرُّك. وأعطني ما لا ينقصك، فإنك الواسع رحمته، البديعة حكمته، فأعطني السعة والدعة والأمن والصحة والشكر والمعافاة والتقوى. وأفرغ الصبر والصدق عليَّ وعلى أوليائك، وأعطني اليـُسر، ولا تجعل معه العسر، وأعمم بذلك أهلي وولدي وإخواني فيك، من المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات. ‏




أذان بـــلال

رُوي أن بلالاً رأى في منامه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو يقول له:‏ ‏ ما هذه الجفوة يا بلال، أما آن لك أن تزورني يا بلال، فانتبه حزيناً وجلا خائفاً، فركب راحلته، وقصد المدينة، فأتى قبر النبي صلى الله عليه وسلم، فجعل يبكي عنده، ويمرغ وجهه عليه، فأقبل الحسن والحسين فجعل يضمهما ويقبلهما، فقالا له:‏ ‏ نشتهي أن نسمع أذانك الذي كنت تؤذن به لرسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد، فعلا سطح المسجد، ووقف موقفه الذي كان يقف فيه، فلما أن قال: الله أكبر الله أكبر، ارتجت المدينة، فلما أن قال: أشهد أن لا إله إلا الله، ازدادت رجتها، فلما أن قال: أشهد أن محمداً رسول الله، خرجت العواتق من خدورهن وقلن:‏ ‏ أبـُعـِثَ الرسول صلى الله عليه وسلم؟ قال:‏ ‏ فما رأيت يوماً أكثر باكياً ولا باكية بالمدينة، بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم من ذلك اليوم. ‏
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://baraa.jordanforum.net/
tito2525
العضوية الملكية

العضوية الملكية
tito2525


الجنس : ذكر
الابراج : الجوزاء
المساهمات : 1177
نقاط : 1485
العمر : 36
بلدي : عراقي
المزاج : احسن من هيك بنتزع

قصص حقيقية (100%) <حصري> الجزءالثالث <أرجو الرد> Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصص حقيقية (100%) <حصري> الجزءالثالث <أرجو الرد>   قصص حقيقية (100%) <حصري> الجزءالثالث <أرجو الرد> Icon_minitimeالأحد أبريل 18, 2010 9:57 am

قصص حقيقية (100%) <حصري> الجزءالثالث <أرجو الرد> Asx06502
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
قصص حقيقية (100%) <حصري> الجزءالثالث <أرجو الرد>
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» قصص حقيقية (100%) <حصري> الجزءالثاني <أرجو الرد>
» قصص حقيقية (100%) <حصري> الجزء الأول <أرجو الرد>
» قصة حقيفية(100%) أرجو الرد حصري لهذا المنتدى <حفرت كلمة احبك بدمها وماتت>
» هذه قصة حقيقية100% أرجو من الجميع التكرم وقرائتها لأنها مفيدة للجميع <أرجو الرد والدعاء لي>
» ♥(¯`•._.•[ يؤلمني؟؟ ]•._.•´¯)♥ツ๑ أرجو الرد يا أعضاء

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات زيت و زعتر :: 
منتدى الفن والترفيه والمرأة
 :: قسم همسات القلب
-
انتقل الى: