اهداء الى الروح

تعلم أن تحب الحب لا ان تحب الحبيب ...عبارة سمعتها منذ زمن ولكني لم أدرك معناهاحينئذ كيف لي أن احب ولا أحب ...كيف لقلبي أن ينبض ولا ينبض ...كيف لمشاعري أن ترتجف أمامه وفي ذات الوقت تكون صلبة كالصوان ...ولكن الحياة جعلتني أدرك معنى هذه العبارة جيدا ...فقد أفهمني اياه نبيل ..فارس ...ضاقت الحياة بأميرته ...ضاقت بحبهما ولم تستطع تحمل فرحهما ...لم تستطع تحمل حرارة تنبعث من قلبين خفقا اشتعلا باحساس نبيل صادق طاهر.....
حقيقة لا أدري ماذا أقول لها ....لتلك النبيلة التي لم يحتمل الزمان وجودها ....ضاقت به روحها ...أأقول لها هنيئا لك لأنك أصبحت في أمان وبعيدا عن غدر هذه الحياة وجراحها ...أم أواسيها .....أم أواسي أميرها ...ذلك الذي رأيت صورتها في مقلتيه .....رأيت فيهما ضحكتها ....سمعت في تنهده صوتها....رأيت في عينيه دموعا تكاد تحرق المقلة بعدما كوت قلبه ...ولكنها ...لكنها تحيط بصورتها ...تحيط ببسمتها وتخشى لا بل تخاف الاقتراب منهما ...خشية من أن تزيد عذاب هذا الأمير النبيل ....لأن كل ما بقي له منها ....صورة محفورة في قلبه ...ضحكة تطرب أذنه ...بسمة انارت دربه .صحيح انها غابت عنه ولكنها لا زالت منيرة ولن ينطفئ نورها في عينيه أبد الدهر ...
أيها النبيلان حقيقة لا أدري لما ضاقت الحياة ولم تتحمل ان تجمعكما معا ...طائرين مغردين في سماء الطهر والبراءة ...في سماء الفرح...
لم لم تتقبلكما الأرض ياسمينتين فواحتين تملأان الدنيا عبير محبة واخلاص ...لم يحتملكما الدهر معلمين يعلمون كل تلاميذ الحب ..معنى الحب ...معنى الاخلاص.....معنى الوعد...
أيتها الأميرة لا أدري ماذا أقول لفارسكي ...حروفي صمتت...كلماتي بكت ...وقلبي ينزف .... وانا أراه في حيرة
لما استبدلت صوت ضحكاتك التي منحته الحياة بسكوت وصمت يقتلانه....لما استبدلت مملكة السعادة ...بمثوى توارين اليه ...وهنيئا لذلك المثوى بما سيحويه من جسد تنبعث منه رائحة الطهر وعبق المحبة .....لما استبدلت احدى النجمات كمهر لعينيكي بثوب لونه أبيض ولكنه ملأحياته ظلمة وسوادا حالكين .......
أقسم انني تمنيت لوأن القدر اختارني أنا ليريحني من جراح انهكت جسدي وأعيت روحي لو اختارني فداء لياسمينة تملأ حياة أميرها فرحا وسعادة وأمل في غد مشرق ....كانت الأصوات تنعدم ...كان كل شيء يتلاشى حولها عند حضورها امامه....
كيف لهذا الزمن أن يضيق بهكذا قلب ....هو نبع للعطاء ...هو نبع للمحبة ....هو نبع للفرح...
هل باتت هذه الأشياء كثيرة علينا ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟.....هل هذه الأشياء كثيرة على أمير قدم عهد الياسمين لاحدى اميرات هذا الزمان؟؟؟؟!!!
لم لم يخترني ذلك القدر وتركك تسطرين مع اميركي أروع قصة تحكى عن العاشقين في زمن قلما يجتمع فيه المحب بحبيبه
قلما التقى فيه قلبان في المكان والوقت المناسبين ...يا لك من قاس أيها القدر ...
لما تتخذ القلوب المحبة أعداء لك...لما منهجك في هذه الحياة هو ان تمزقها ...لما تجعل متعتك في هذه الحياة في عذابها ...وتنسى أولئك الذين لا يعلمون من الانسانية الا حروفها ..هذا ان عرفوها أيضا ..
بات المحب في زماننا أهون عليه ان ينزع قلبه من صدره على ان يخطو خطوة واحدة في طريق يدله عليه قلبه لأنه يعلم مسبقا بان طريقه هذا سيصل الى طريق مسدودة تودي به الى جرح لن يندمل ...سيبقى ينزف طول العمر ....لذا بات واجبا عليه نزع هذا القلب من بداية الطريق فعذاب وألم لحظة ...أهون بكثير جدا من أن ينزف ليال طويلة .
ولكن أيتها الأميرة دعيني أبشركي بان أميركي هذا هو من مملكة نشأ أومراؤها على الوفاء والاخلاص...أنشئوا على انهم ان قطعوا عهدا اوفوا به وان كان ذلك سيكلفهم حياتهم ...فموتهم اهون عليهم من ان يخونوا عهدا قطعوه فكيف ان كان هذا العهد قد قطع لأميرة عمره ونوردربه !!!!
أما انت أيها الأمير فأنا أقو لك هنيئا لك بأميرتك ...نعم لا تستغرب قولي هذا ...فهي وانا على يقين تام بأنها لم تغادرك ...والدليل على هذا انني رأيتها في عينيك ...رأيتها اميرة متوجة على عرش قلبك ....فهي قد صانت عهدها واوفت بوعدها وانهت حياتها وهي على عهدها لك ....ولكن ......ولكن القدر وقسوته منعاها من ان تكمل معك طريقكما ....وانا أطلب منك أيها النبيل أن لا توقف حياتك عند تلك اللحظة التي لو كان لي القدرة لمسحتها من زماننا لأنها عار عليه ...بل عليك ان تعيش لأجلها ..أن تحقق ما حلمتما به طويلا وما تعاهدتما عليه ..أن تكمل فرحتها ..لأنها الان فرحة وانا متاكد من هذا فقد باتت واحدة من ملائكة السماء ...فكيف لهكذا طهر بعد ان غادر أرضنا وما تحمله ...كيف له ان لا يغدوا في سمائنا ملاكا ..
ولكن فرحتها تلك لن تكتمل ...الا ان تأكدت بانك ستكمل دربك في هذه الحياة حتى .....حتى وان أكملته معك اميرة غيرها ...فحينئذ لن يكون في هذا الطريق اثنان كما كان سابقا ...بل سيكونون ثلاثة يقطعون دربا نهايته الفرح ...أقول هذا لأنني متأكد وعلى يقين تام بانها كانت وما تزال وستبقى موجودة في قلبك ...فوجودها وحبها اللذان امتلكاك حتى وهي غائبة ...علماني ذلك المعنى أن تعلم ان تحب الحب لا ان تحب الحبيب .... فأنت لم تقتصر سعادتك على وجودها الملموس في حياتك ....علمتني اننا نكتفي بالاسم الذي حفر في القلب ... بالصورة التي لا تغادر المقلة ...بالحب الذي يسري في العروق ......
فكيف لنا ان نبرأ منه اذا ؟؟؟!!!

شي حلو والله يا حلو

أنت الحلو


يا حلو