حدد هدفك في الحياة
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم. إن الحمد لله نحمده، ونستعينه ونستهديه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فهو المهتد، ومن يضلل فلن تجد له ولياً مرشداً. أشعر بسعادة غامرة لوجودي هنا للسنة الثانية على التوالي وأشكركم على حفاوتكم وترحيبكم بي، والحقيقة فإنني لا أشعر بأي غربة لأني الآن في وسط أهلي وأصدقائي. وقبل الدخول في موضوع المناقشة اليوم أحب أن أوضح أربع نقاط:
أولاً: أحب أن أؤكد لكم أنني أشعر بأخوة شديدة نحو كل شاب وأخ وأخت، فأنا أشعر نحوكم جميعاً بشعور الأخ لأخوته والابن لأبيه وأمه.
ثانياً: النقطة الثانية هي أن هذا العدد الكبير من الحضور يذكرني بقول الله تعالى: "وسيق الذين اتقوا ربهم إلى الجنة زمراً"، فيقول ابن القيم أن الله يأبى أن يدخل الناس الجنة فراداً ولكن كل من تجمعوا في الدنيا وتحابوا وتآلفوا يقول لهم الله تبارك وتعالى.. خذوا بيد بعضكم البعض وادخلوا جميعاً الجنة. فتخيلوا هذا العدد الهائل حين يشبك كل واحد منكم يده في يد الآخر ويقول.. يا رب لقد كنا متحابين في الدنيا فأدخلنا الجنة مع بعضنا البعض.
ثالثاً: انتابني إحساس حقيقي بالأمل حين رأيت هذا العدد الكبير من الشباب والأخوات والأطفال، فاستبشروا وافرحوا، فسيكرم الله هذه الأمة من أجل هؤلاء الشباب والأطفال، فليكن أملكم في الله كبيراً.
رابعاً: لو رأيتم عددكم الكبير هذا، ونظر كل واحد منكم على من حوله، لتخيلتم وأيقنتم بما يحدث في السماء الآن من أجل هذا الجمع. يقول النبي صلى الله عليه و سلم: "إن لله ملائكة يطوفون في الطرقات يلتمسون من يذكر الله تعالى فإذا وجدوا قوماً يذكرون الله تعالى تنادوا: هلموا إلى حاجتكم هلموا إلى بغيتكم فيحفونهم بأجنحتهم من الأرض للسماء فيسألهم ربهم وهو أعلم بهم كيف وجدتم عبادي فيقولون وجدناهم يذكرونك فيقول الله تعالى وهل رأوني فيقولون لا يا رب لم يروك فيقول الله تعالى فكيف لو أنهم رأوني يقولون لازدادوا لك شوقاً وازدادوا لك حباً فيقول الله تعالى فماذا يطلبون فيقولون الجنة فيقول الله تعالى وهل رأوها فيقولون لا يا رب لم يروها فيقول الله تعالى فكيف لو أنهم رأوها فيقولون لو أنهم رأوها لازدادوا لها شوقاً وحباً وطلباً فيقول الله تبارك وتعالى فمم يتعوذون فيقولون يتعوذون من النار فيقول تبارك وتعالى وهل رأوها فيقولون لا يا رب لم يروها فيقول الله تعالى فكيف لو أنهم رأوها فيقولون لو رأوها لازدادوا منها خوفاً وجزعاً فيقول الله تعالى في نهاية الحديث: أشهدكم يا ملائكتي أني قد غفرت لهم". فتخيلوا يا إخواني أن الله يسأل عنا الآن فرداً فرداً وأن الملائكة تحفنا الآن بأجنحتها، تخيلوا أننا نحن بكل أخطائنا وعيوبنا تخيلوا أن هذا الحديث يدور الآن عنا نحن، وتخيلوا أن كل فرد منا سيخرج من هنا وقد غفر الله له، فأحب أن أهنئكم بمغفرة الله تعالى لكم.
أما النقطة الأخيرة: فأحب أن أشكركم على الترحيب والاستقبال، ولكن يا إخواني مع شكري لهذا الاستقبال فهذا الترحيب وهذه الأضواء يثيران في الشعور بالخوف، فأحب أن أقول كلمة لي ولكم.. هذا الذي يصفق له الناس اليوم سيموت غداً. ومن يفرح ويهلل له الناس اليوم سيوارى في التراب بعد غد. ومن يتجمع حوله الآلاف اليوم قد لا يجد غداً شخصين يستمعون إليه. فالأشخاص إلى زوال ولا يبقى إلا الإسلام والدين . فيجب علينا أن نعرف ذلك جيداً ونرتبط بالفكرة و ليس بالأشخاص. أما عن موضوعنا اليوم فهو سؤال أريد أن يجيب عليه الآلاف ممن حضروا معنا اليوم فيجيبوا عليه إما الآن أو مساءً حين يعود كل منا إلى بيته. والسؤال هو:
ما هدفك في الحياة ؟
ماذا تريد؟ لم أنت هنا في هذه الدنيا؟ هل تعرف هدفك؟ هل قمت يا ترى بكتابة هذا الهدف؟ هل هو نصب عينيك؟ هل تنظر له دائما؟ هل تنسى هدفك؟ لماذا أنت هنا؟ ترى حين يسمع أحد منا هذا السؤال، هل يحاول التفكير وتذكر هدفه؟ هل تشغر بالغرابة من هذا السؤال؟؟ سأصمت لنصف دقيقة ليسأل كلا منا نفسه:
ما هدفي في الحياة ؟ هل تستطيع الاجابة ولنا وقفة هنا وسأكم لكم في ما بعد كونوا معي
مــــــــــــــــــــلـــــــــــــــــــك الغــــــــــــــــــــــــــــــرام