التفكير قبل التغيير .."‎

التفكير قبل التغيير



أنت تفكر سواء أبيت أم رضيت …

المسألة هى كيف تفكر و فيم تفكر، فليس الهدف هو التفكير فقط … بل هو التفكير بطريقة إيجابية ، فالتفكير نشاط انسانى متصل ؛ فما وصلت إليه اليوم هو حصاد أفكارك بالأمس و ما ستصل إليه غدا تحدده بذرة تفكيرك اليوم و الفرق بين الإنسان الناجح و ما دو ن الناجح هو التفــكيــر.

قد يختلف الناس فى حظوظهم و فى ظروفهم لذا فهذه الأشياء لا تصلح مقياسا للنجاح .. أما التفكير فيمتلكه الناس بالتساوى منذ مولدهم ،لكن بعضهم يتجه به وجهة إيجابية فينجح ،و يتجه به آخرون وجهة سلبية فلا يصلون للنجاح بل ربما يفشلون.كثيرا ما نسمع عن دعوات التغيير و التطوير و يكون التغيير فى حد ذاته هو هدف الكثير منا فى رحلة الحياة التى صارت تتخذ من التغيير أحد سماتها و الحقيقة التى لا ينكرها أحد هو أن التفكير هو أولى خطوات التغيير و كما يقول علماء التنمية البشرية :

" تغيير حياتك يبدأ من تغيير تفكيرك "

تغيير التفكير… تغيير المواقف…تغيير السلوك …تغيير العادات … تغيير الحياة

إنها سلسلة متصلة من التغيير تبدأ من التفكير..إن تفكيرك بطريقة سلبية هو بداية لنتائج سلبية ،و تفكيرك بطريقة ايجابية سيكون بداية لنتائج إيجابية ،أما تفكيرك بطريقة تقليدية فنتائجك بلا شك ستكون نتائج تقليدية .

يحكى محمد على كلاى* أنه عندما شعر بالحماسة الكافية لممارسة الملاكمة ذهب إلى أحد



المدربين المشهورين و طلب منه أن يعلمه الملاكمة فما



كان من المدرب إلا أنا أعطاه كتابا عن التفكير الإيجابى و طلب منه أن يقرأه ..!!

بالفعل أمضى محمد أسبوعا فى قراءة الكتاب ثم عاد إلى المدرب فأعطاه كتابا آخر عن الموقف النفسى الإيجابى و طلب منه ألا يعود إلا بعد أن يقرأه و بالفعل قرأه محمد و عاد إلى المدرب فى الأسبوع التالى و قال محمد للمدرب : لقد أكتفيت من قرءة الكتب .. أريد أن ألاكم .

فرد عليه المدرب : " قبل أن تلاكم خصمك عليك أولا أن تلاكم خوفك .. مهما تدربت لن تنتصر على خصمك الخارجى ما لم تنتصر أولا على خصمك الداخلى "

و الآن أتود أن أخبرك بالسر الذى بجعبتى .

بالطبع سأخبرك ..سأخبرك بأنه حتى تنجح فيما تفعل سواء كنت تمارس وظيفة معينه ، تلعب رياضة معينه ، تلعب دورا سياسيا أو حتى تكتب مقالا إجتماعيا فإنه عليك أن تحافظ على لياقتك النفسية و الذهنية تماما بنفس الطريقة التى تحافظ بها على لياقتك البدنية و حذار من أن تخالط الخاسريين لأنهم سيقودونك إلى الخساره.

لذلك نجد الخاسرون يفكرون فى البقاء فقط ..مجرد البقاء ، و العاديون تجدهم يفكرون فى الثبات ،أما الناجحون فدائما يفكرون فى التقدم .

تقول روزالين جليكمان** :" الفائدة الناتجة من الأستثمار فى الأذهان أفضل ألف مرة من الأستثمار فى مناجم المعادن النفيسة ؛ المعادن النفيسة تنضب و ربما تفنى أما الأذهان النفيسة فأنها تنتج أشكالا على شاكلتها و ربما أفضل منها و تستمر فى تنمية الأجيال القادمة .."



و تستطرد تقول : " التفكير السليم هو خير هدية ميراث تتركه لمن يخلفك لأنه لا ينتهى "

الأنسان لا ينتج أفعالا فحسب بل ينتج أفكارا …!

بل أنه يستطيع أن يسيطر على أفكاره بحريه أكثر مما يسيطر

على أفعاله و إذا ما أردنا أن نصل بأفعالنا الى أقصى مدى فأنه علينا أن نصل بأفكارنا أولا .

أنا لا أدعوكم الى أن نتجاهل أفعالنا لكننى أيضا أدعوكم إلى أن لا نتجاهل أفكارنا ..

ليس هذا فقط ، بل انه يجب أن نضع حدا لمحاولات التفكير السلبى العبثيه…يجب أن نصرخ من أعماقنا يجب أن نقول و بأعلى صوت : كفى !!.. كفى سلبية و كفى تفكيرا سلبيا.

ما أطرحه الآن عليكم ليس شيئا يمكنكم رفضه سامحونى إذا قلت لكم أنه لا خيار أمامكم سوى أن تعيدوا تصوراتكم و تعيدوا أفكاركم بطريقة أخرى أكثر أيجابيه .

ربما تكونوا مثل الكثير من اللذين يكرهون التغيير و لكنكم ايضا مثل غيركم من الناس لا بد أنكم تكرهون الفشل أيضا .

خياركم الآن هو أن تفاضلوا بين الفشل أو التفكير بطريقة إيجابية.

حقا لقد فات الأوان أقصد أوان السلبية الفكرية و أصبح خياركم الوحيد هو التغيير نحو الأيجابية .

لننطلق نحو عصر الإيجابية بدلا من أن ينطلق العالم بدوننا لكن قبل أن ننطلق علينا أن نفهم جيدا أن التفكير هو أولى خطوات التغيير إن لم يكن هو التغيير فى حد ذاته.